في أول انتخابات من نوعها23 /10/2011 في تونس ما بعد ثورة 14 يناير 2011 ،و بعد سقوط حكم الرئيس المخلوع بن علي ، شهدت مكاتب و مراكز الاقتراع إقبالا مكثفا من طرف المواطنين للإدلاء بأصواتهم بكل حرية و نزاهة ، و احتيار أعضاء المجلس الوطني التاسيسي . يختار الناخبون مرشحيهم، من بين نحو عشرة آلاف مرشح، يمثلون أكثر من مائة حزب سياسي ومستقلين، ، يتنافسون على 217 مقعداً، ، الذي ستكون أولى مهامه إعداد دستور جديد للبلاد و وضع الخطوط العريضة للحكومة المستقبلية في تونس. يبلغ عدد الناخبين المسجلين قرابة 4.5 مليون ناخب، يتوزعون على أكثر من 4.1 مليون ناخب في الداخل، وحوالي 400 ألف ناخب في الخارج، وقد أدى التونسيون بالخارج واجبهم الانتخابي منذ أيام. هذا و بلغ عدد مراكز الاقتراع حوالي 7213 ، في مختلف أنحاء تونس، و199 عضواً بالمجلس التأسيسي، بينما يتم حسم الـ18 مقعداً المتبقية عن طريق الانتخابات التي جرت في السفارات والقنصليات التونسية في الخارج. يترشح لهذه الانتخابات، بحسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، حوالي 11 ألف و600 مرشح، ينتمون إلى 655 قائمة مستقلة، و828 قائمة حزبية، و34 قائمة ائتلافية، أي ما يعادل 1517 قائمة، ويشارك في الانتخابات 77 حزباً وائتلافان حزبيان، من جملة 116 حزباً سياسياً مرخص له... الجدير بالذكر ان هذه الانتخابات تاريخية و لأول مرة تحدث في تونس الحرية و الكرامة التي شهدت إطلاق "شرارة" الربيع العربي، و لتبسيط إجراءات عملية الاقتراع نبهت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أنه سيكون على الناخبين والناخبات التقدم للجان الاقتراع ببطاقة التعريف الوطنية الأصلية، ولن تقبل أية وثيقة أخرى و التسهيل على المواطن التونسي القيام بواجبه الانتخابي على أحسن ما يرام . يتم الاقتراع في صندوق بلاستيكي خاص وموحد أرسل من تونس وتستعمل القوائم الانتخابية الرسمية التي يبلغ عددها عدد المقترعين الموجودين على لوائح الشطب. وتتم عملة الاقتراع بإشراف مراقبين يمثلون الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وعدد من المفوضين من قبل رؤساء القوائم المرشحة . هذه الانتخابات ستعتمد على نظام التمثيل النسبي باللوائح المغلقة مما يعني أن المقترعين سيختارون قائمة حزب مغلقة ويعتمد الفوز بعضوية المجلس على عدد الأصوات الأعلى في كل لائحة وبحسب ترتيب الأسماء فيها . انتخابات ديمقراطية تشهدها تونس و تاريخية لأول مرة منذ أن استقلت تونس في 20 مارس/ آذار 1956... الهيئة العليا للانتخابات ، تحرص على ضمان النزاهة والشفافية لوحدها بل خاضت معها غمار المسؤولية التاريخية لجان مستقلة تشكلت من المجتمع المدني ومن المثقفين التونسيين ونخبها في مختلف القطاعات والمهن من محامين وصحفيين ونساء وشباب وغيرهم من التونسيين لضمان نزاهتها وشفافيتها وضمان مبدأ تكافؤ الفرص أمام كل التونسيين المترشحين، فضلا عن الحيلولة دون سرقة أيادي التزوير والفساد الانتخابي باكورة ثورتهم وضياع دماء شهدائهم • وستجري انتخابات التأسيسي بحضور مراقبين دوليين وملاحظين معتمدين• كما اتخذت كل الوسائل الممكنة على غرار الحبر الانتخابي في أجواء اقتنع فيها التونسيون بأن التزوير الانتخابي أو التلاعب بأصوات التونسيين رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار اعلامي
اضف تعليقك على هذه المادة
|
|
|