جائزة نوبل للسلام ، تمنح في تاريخ 10 ديسمبر من كل عام لمن يقوم بالأبحاث البارزة، أو لمن يستطيع أن يبتكر تقنيات جديدة أو من يقوم بخدمات إجتماعية نبيلة. وتُعد جائزة نوبل أعلى مرتبة من الثناء و التقدير على مستوى العالم. الأب الروحي لجائزة نوبل هو الصناعي السويدي و مخترع الديناميت، الفريد نوبل. إذ قام السويدي نوبل بالمصادقة على الجائزة السنوية في وصيته التي وثّقها في النادي السويدي-النرويجي في 27 نوفمبر1895. أُقيم أوّل احتفال لتقديم جائزة نوبل في الآداب، الفيزياء، الكيمياء، والطب في الأكاديمية الملكية الموسيقية في مدينة ستوكهولم السويدية عام 1901 وابتداءً من عام 1902، قام الملك بنفسه بتسليم جائزة نوبل للأشخاص الحائزين عليها. تُسلّم جوائز نوبل في احتفال رسمي في العاشر من ديسمبر من كل عام على أن تُعلن أسماء الفائزين في شهر أكتوبر من العام نفسه من قِبل اللجان المختلفة والمعنية في تحديد الفائزين لجائزة نوبل. و العاشر من ديسمبر هو يوم وفاة الصناعي السويدي، صاحب جائزة نوبل. تتضمّن جائزة نوبل مبلغ 10 ملايين كرونر سويدي، أي أكثر من مليون دولار أمريكي بقليل. تونس و مصر كانتا الحاضرتان الغائبتان عن جائزة نوبل ، و الكثير من الملاحظين تساءلوا أين تونس و مصر من جائزة نوبل ؟ خاصة بعد نجاحهما في أحداث ثورتان حضاريتان سلميتان شهد لهما العالم .. و دور تونس خاصة في احتضان رعايا أجانب كانوا يعملون في ليبيا و فروا من الحرب الدائرة في ليبيا بين الثوار و كتائب القذافي و ضربات الناتو ، حيث وجدوا كل عناية و مساعدة داخل التراب التونسي . لكن و كما يقال " تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن " و الرياح هذه المرة جرت لفائدة الناشطة الحقوقية اليمنية توكل كرمان التي كان من نصيبها جائزة نوبل تقديرا لمساهماتها في ثورة اليمن كامرأة أحبت شعبها . في واقع الأمر كرمان لم يستطع نجمها إلا باندلاع ثورات الربيع العربي ، كواحدة من رموز الثورة الشبابية السلمية في اليمن . توكل كرمان عضو في مجلس الشورى لحزب الإصلاح ذو التوجّـه الدِّيني، إلا أنها كثيراً ما اتّـخذت مواقف متناقضة مع سياسية الحزب، خاصة لجهة تشدّد بعض رجاله تجاه قضايا المرأة، كترشحها للمجالس المنتخبة وتحديد سن الزّواج وترشحها للمناصب القيادية، كما انسحبت من بعض المكوّنات التنظيمية التي رشّـحت أو اختيرت إليها، كلجنة الحوار الوطني والمجلس الوطني لقيادة الثورة، احتجاجاً على ما اعتبرته هيْـمنة تقليدية وقبلية، واعتراضاً على الطريقة الغيْـر ديمقراطية التي شكِّـلت فيها تلك الهيئات .
وبرزت خلال ربيع الثورة اليمنية كواحدة من القياديين الشبان للاحتجاجات وعارضت بقوّة ما أسمَـته محاولات جرّ الثورة إلى طاولة المفاوضات، في إشارة إلى التعاطي السياسي مع المبادرة الخليجية، ورفضت طريقة تعامل تكتّـل أحزاب المعارضة و اللقاء المشترك مع الثورة اليمنية ، عندما قبل التعامل مع مساعي انتقال السلطة، متهمة إياه بالعمل على تحويلها من ثورة شعبية إلى أزمة سياسية. وعلى مدار عُـمر الثورة اليمنية، استمرت تتصدّر مشهد المسيرات الاحتجاجية لشباب الثورة، ومن أبرز الدّاعين إلى الحسم الثوري السِّـلمي. اللجنة المانحة لجائزة نوبل للسلام قالت : انه قبل " الربيع العربي " وأثناءه لعبت توكل كرمان (32 عاما) دورا بارزا في الكفاح من أجل حقوق المرأة والديمقراطية والسلام في اليمن.
تعتبر الناشطة الحقوقية توكل كرمان شوكة في حلق حكومة صالح ،و حصولها على جائزة نوبل يدعم ثورة اليمن و يعززها رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار إعلامي
اضف تعليقك على هذه المادة
|
|
|