في الذكرى 44 للنكسة ، حرب حزيران يونيو 1967 و التي انتهت باحتلال اسرائيل بقية الأراضي الفلسطينية و الضفة الغربية وقطاع غزة وشرقي القدس وهضبة الجولان السوري وسيناء المصرية، صحيفة جيري ساليم بوست الاسرائلية أعلنت أن سلطات الاحتلال الاسرائلي في حالة تأهب قصوى تحسبا لأي مسيرة فلسطينية. نشطاء فلسطينيين أعلنوا في بيان لهم، عزمهم بتوسيع دائرة الاحتجاجات الشعبية لتشمل مناطق التماس في قرى الجدار العازل والحواجز والطرق الالتفافية، تأكيدًا من الشعب الفلسطيني على التمسك بحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، وفي و في مقدمتها حق العودة وتقرير المصير والاستقلال في دولة كاملة السيادة .
من جانبها كثفت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من استعداداتها القصوى عشية الذكرى 44 لنكسة يونيو 1967، ونشر الجيش الإسرائيلي آلاف الجنود على الحدود مع لبنان وسوريا وحول قطاع غزة. وتجيء هذه الذكرى هذا العالم وقد تغيرت الخريطة السياسية في العالم العربي وانقلبت مفاهيم كثيرة بالثورات ورياح التغيير التي اندلعت في تونس و مصر و ما تزال في اليمن و سوريا و ليبيا . أمريكا ازدادت اقتناعا بأن الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو غير مستعدة ولا راغبة بالتجاوب مع متطلبات ومفاهيم السلام ، ولا سيما بعد مواقف أوباما الأخيرة كما عبر عنها بصورة صارخة في خطابه أمام الكونغرس الأميركي.
إن إحياء هذه الذكرى وكل الفعاليات المقترحة والمحتملة بالمناسبة، يجب أن تكون سلمية دون أية مظاهر للعنف . و الشعب الفلسطيني لديه الوسائل للتعبير عن مواقفه وتمسكه بحقوقه الشرعية بالشكل الذي يصون حياة أبنائها وكل المطالبين بإقامة الدولة والقدس عاصمة، وتحرير الأسرى وعودة اللاجئين بعد زوال الاحتلال.
بعد أن عبرت إسرائيل بكل نفاق وتزوير للواقع والحقائق عن معارضتها للمصالحة الوطنية، بدأت تمارس بعض الإجراءات الميدانية ظنا منها أنها تعرقل هذه المصالحة بذلك، وقد اعتقلت قياديين من فتح وحماس في الضفة ووجهت تهديدات وتحذيرات إليهم وإلى غيرهم في مسعى لإحباط المساعي لاستعادة الوحدة الوطنية.
في بيان صحفي صدر بالمناسبة جاء ما يلي :"بقاء الاحتلال قائماً حتى يومنا هذا يُمثل وصمة عار للإنسانية والمجتمع الدولي الذي يتبنى مفاهيم الحرية والديمقراطية والحق في تقرير المصير, لأن وجود الاحتلال يتنافى مع هذه القيم النبيلة, بل هو يُمثل الصورة المعاكسة من الظلم والاضطهاد والقهر وممارسة القتل وخرق القوانين والاتفاقيات". وأوضح البيان أن ربيع الثورات العربية سيمثل نُقطة تحول ومنعطفاً مهماً في الاصطفاف حول الشعب الفلسطيني وقضيته وفي تجنيد القُوى العربية والإسلامية لصالح إنهاء الاحتلال.
شعب فلسطين الأبي يدعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة, إلى بذل مزيد من الجهود لمحو هذا الاحتلال الذي يمثل "نقطة سوداء" في تاريخ الإنسانية, والعمل على دعم حق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة .و أن المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية ستتم ولن تستطيع قوة على الأرض عرقلتها إذا كانت الأطراف المعنية فيها مباشرة تريدها فعلا وقولا، فلا الاعتقالات ولا التهديدات ولا وقف المستحقات المالية كما فعلت اسرائيل في قضية الضرائب، قادرة على منع المصالحة. و لا يمكن لاسرائيل الا ان تمتثل للأمر الواقع....
اضف تعليقك على هذه المادة
|
|
|