عقب دعوته لحضور فعاليات مهرجان "ربيع سبيطلة" خلال دورته الحادية عشرة التي تقام من 20 إلى 22 مايو 2011 أكد الشاعر الفلسطيني سميح القاسم أنه سيرقص حافياً في شارع الحبيب بورقيبة، احتفالاً بالحرية التي نالتها تونس عقب الإطاحة بالنظام الاستبدادي الذي عانت منه وهو ما حدث فعلاً حيث أوفى القاسم بوعده بمجرد أن وطات قدمية أرض تونس الخضراء ،و تحديدا شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة الذي شكل مركز الاحتجاجات التي انطلقت في 17 ديسمبر الفائت في مدينة سيدي بوزيد (وسط غرب تونس) بعد انتحار محمد البوعزيزي الشاب العاطل عن العمل الذي منعته قوات الامن من العمل كبائع متجول اثر مصادرة العربة التي كان يعمل عليها كبائع خضر و غلال .. ودأب المهرجان على تكريم شخصيات فنية عربية في العالم العربي من بينها الممثلة المصرية سميحة ايوب والسورية منى واصف هذا العام اختار المهرجان شعار « سبيطلة تراث عالمي منسي » للوقوف على أهمية الموروث الثقافي لهذه المنطقة التي تزخر بالمعالم التاريخية والمواقع الاثرية لكنها ظلت مهمشة على المستوى المحلي والدولي، و التحسيس باهمية موضوع التراث في المدن التونسية الصغيرة ومحاولة لرد الاعتبار اليه وحمايته من النهب والسرقة التي طالته خلال فترة حكم بن علي .. وتملك تونس أهم مجموعة اثرية رومانية في العالم تضم حوالي 30 الف قطعة موزعة على متاحف اضافة إلى مواقع اثرية بعضها مدرج ضمن قائمة التراث العالمي. الصحف التونسية نشرت في وقت سابق أخبارا حول عمليات نهب طالت المواقع الاثرية التي قام بها اقرباء ليلى الطرابلسي زوجة بن علي. كما تم في ديسمبر الماضي الكشف عن عصابة دولية متخصصة في تهريب قطع اثرية نادرة. ومن المتوقع ان يتوجه المنظون إلى المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا برسالة احتجاج «يطالبون فيها المنظمة الدولية بلفتة إلى المعالم الاثرية في المناطق التونسية المهمشة وادراجها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي» بهدف «حماية الذاكرة الوطنية من النهب والسرقة.... من أبرز فقرات المهرجان عرض لفرقة راب بعنوان «كريبيريا» وهو مستوحى من اسم تمثال نادر تمت سرقته من متحف سبيطلة العام 2006 مع جملة من التحف الاخرى النفيسة التي منها ما يعود إلى أكثر من عشرين قرناً، بهدف تحسيس الجهات المختصة المحلية والدولية بضرورة بذل مجهود من اجل استرجاعها، ويتضمن البرنامج أيضا معرضا وثائقيا بعنوان «الحلم الطائر» حول هذه المدينة التي تعاقبت عليها مختلف الحضارات ما يجعلها تزخر باثار رومانية وبيزنطية وتتميز باحتوائها لمعبد الثالوث المقدس عند الرومان فينوس وجوبيتر. وبدا هذا المعرض المتجول رحلته العام 2005 وجاب 16 بلدا عربيا واجنبيا من بينها فرنسا والمغرب. ومن المتوقع ان يعرض قريبا في العاصمة اليابانية طوكيو مدعما بصور حول «ثورة الياسمين». وبالتوازي مع « مهرجان ربيع سفيطلة » ستقام تظاهرات أخرى تحت عنوان : التراث الانساني المنسي في دول اجنبية تشمل اسبانيا واليابان وفرنسا، بدعوة من المنظمين التونسيين خلال هذا المهرجان أكد الشاعر الفلسطيني أن الثورات العربية التي انطلقت شرارتها الأولى من تونس ستؤدي إلى توحيد الشعوب العربية التي عانت من القمع والقهر على مدار قرون طويلة قائلا: لن تنتهي نيران الثورة الا بزوال عار التجزئة، لدينا لغة واحدة وثقافة واحدة وحضارة واحدة وتقريبا دين واحد فلا يعقل أن لا توحد هذه الامة. كما أكد القاسم أيضاً على أن هذه الثورات ستنتقل من المطالبة بالعيش الكريم إلى المطالبة بوحدة الأمة التي ستبنى على أسس اقتصادية وتعليمية وتربوية واجتماعية وحتى فنية متينة وثابتة. و بالمناسبة اليكم البعض من أبياته الشعرية :
تقدموا.. تقدموا كل سماء فوقكم جهنم وكل أرض تحتكم جهنم تقدموا.. يموت منا الشيخ والطفل ولايستسلم وتسقط الأم على أبنائها القتلى ولاتستسلم.. تقدموا.. بناقلات جندكم.. وراجمات حقدكم وهددوا.. وشردوا.. ويتموا.. وهدموا.. لن تكسروا أعماقنا لن تهزموا أشواقنا نحن قضاء مبرم..
مدير المهرجان السيد عدنان الهلالي صرح لوكالة فرنس برس أن المهرجان يكرم هذا العام الشاعر الفلسطيني الكبير" سميح القاسم " الذي سيحيي أمسية شعرية في إطار الاحتفاء المهرجان بمدينة القدس. وأوضح مدير المهرجان أن المحتفى به عبر عن سعادته البالغة بالمجيء إلى تونس ما بعد الثورة
اضف تعليقك على هذه المادة
|
|
|