في يوم من الأيام قرر فيل ضخم أن يسحق عش نمل و لما شاهدوه مارا نحوهم خافوا منه و انتابهم الرعب و الفزع ... تقدم كبير هم قائلا : لا تفزعوا يا معشر النمل اهدأوا و لا تخافوا .... دعونا نفكر بعقل رصين كيف نصد هجمة هذا الفيل المتغطرس الذي يريد بنا شرا ليسحقنا و يعفص على أعشاشنا فقالت له نملة صغيرة : سيدي يا كبير النمل كيف لا تريدنا أن نفزع و نخاف من فيل ضخم سيقضي علينا ؟ كبير النمل : لا تخف يا ابنتي ؟ صحيح هو قوي و لا نقدر عليه، لكن بالاتحاد يمكننا أن نجعله يفر و يتراجع و لا نتركه يمر على أعشاشنا و بالتالي يمكننا التصدي لغطرسته و هيجانه و نهزمه ... قالت النملة الصغيرة : كيف ؟ أجابها كبير النمل : سنكون ثلاثة مجموعات مهمتهم مهاجمة الفيل الضخم و لكن يجب أن نتحد و ننضبط و ننفذ التعليمات كما تأتيكم مني باعتباري كبيركم و لي تجربة ثرية في الحياة قبل كل شيء. علينا أن نعرف نقاط ضعف الفيل ...و هي كما تعلمون رجليه و عينيه نعم رجليه و عينيه أما نحن معشر النمل فلدينا ما هو أهم من الفيل رغم قوته و جبروته . سلاح الفيل خرطومه فاحذروا ضرباته وسلاحنا الصمود والقرص و أوصيكم أن تقرصوه في كل جسده و لا تخافوه و لا تهابوه ... صرخته لا يجب أن تؤثر عليكم ... شرع كبير النمل في تكوين المجموعات الثلاثة ،و أعطى الإذن للمجموعة الأولى كي تستعد للقيام بمهمتها و هي الصعود على ظهر الفيل في انتظار تعليمات كبير النمل.. والمجموعة الثانية مهمتها الاختباء تحت الأرض عند مرور الفيل و في انتظار تعليمات كبير النمل.. أما المجموعة الثالثة فمهمتها تسلق أغصان الأشجار في انتظار التعليمات كذلك من كبير النمل سيدهم الفيل لا يعرف ما ينتظره و ما يخبئ له القدر ،فهو يمر كعادته ببطء و حذر ليسحق النمل وهذا هدفه . عند وصوله إلى مكان تواجد النمل، أعطى كبير النمل إشارة لتنفيذ المهام الأولى من المجموعة الأولى في المكان المناسب وفجأة هبت جموع النمل في هجمة منظمة من أمام الفيل و من خلفه و بأعداد كثيرة فاجأت الفيل و أدخلت فيه الذعر و أخذ يهاجم النمل بكل ثقة في النفس متباه بقوة جسده وبدأ يلوح بخرطومه يمنة و يسرة وهو يصرخ سأبيدكم على آخركم أيتها الحشرات اللعينة .. كبير النمل كان يراقب المعركة عن قرب و يوجه تعليماته للمجموعة و لم يستطع توقيف هجمة النمل هذه و لم يتوقع تحركا كهذا من قبل النمل ،فبدأ يتعب و ينهار و تيقن أن حساباته كانت مغلوطة رغم أنه الأقوى . لم يعد يحتمل و بدلا من أن يهاجم أصبح يدافع عن نفسه ،ولكن النمل كان صامدا بفضل تعليمات سيدهم كبير النمل نجح النمل في الصعود على ظهرالفيل و بدأوا في قرصه في مختلف جسمه و بشدة مما سببوا له قرحات بعد القرص و جروح . وقتها عرف الفيل انه فشل نتيجة غروره و لن يتمكن من التغلب على النمل و حز في نفسه و قال : سوف أهلك و أموت ان استمر هجوم النمل علي ،يجب أن انسحب قبل فوات الأوان و أحفظ ماء وجهي. و بينما هو كذلك أعطى كبير النمل و سيدهم التعليمات للمجموعة الثانية و التي أسرعت في تنفيذ مهمتها و فاجأت الفيل عندما برزت بأعداد كثيرة منظمة من تحت الأرض و هاجمت أرجل الفيل مما نتج عن ذلك جراح بسبب القرص جعلته يهوي و يسقط أرضا . بدأ الفيل يستغيث أمام مخلوق ضعيف مثل النمل و قال : كفى أيها النمل دعوني و شأني سوف لن أتعرض إليكم في المستقبل ... لكن كبير النمل لم يصدقه و قرر تنفيذ الهجمة الثالثة و أعطى إذنه بتحرك مجموعته الثالثة لبدء الهجوم الأخير على هذا الفيل و بينما الفيل يلوح بخرطومه الطويل يمنة و يسرة محاولة منه لإسقاط أكثر عدد من النمل من على جسده إذ بالمجموعة الثالثة تفاجأ ه من بين أغصان الأشجار فتقرصه في عينيه و أذنيه الكبيرتين صاح الفيل من شدة الألم : رباه رباه إني لا أرى شيئا ... سمعه كبير النمل و تقدم نحوه بكل شجاعة وقال له : أيها الفيل اللعين أيها الغافل المتغطرس المغرور رغم ضعفنا أتمنى أننا قد لقناك درسا سوف لن تنساه أبد الدهر حتى لا تعاود الكرة ثانية و التهجم على أعشاش نملنا المسالم و دهسهم بأرجلك الغليظة و افهم أننا من الآن أقوى منك و هذا بفضل اتحادنا سمع الفيل كلام كبير النمل و قال له : أعدك سوف لن أعاود التهجم عليكم يا معشر النمل و أترككم و شأنكم تعيشون في سلام و طمأنينة ... هكذا اصدقائي من كان يتوقع ان الفيل القوي ينهار و يرفع الراية البيضاء و ينسحب من المكان مهزوما ،حزينا ذليلا ... أما كبير النمل فقد تم رفعه على الأكتاف و النمل المتحد سعيد بنصرهم على هذا الفيل القوي و الظالم .. و غادر الفيل المكان حاملا معه الخيبة و الهزيمة مطأطئ الرأس كجبان هكذا يا أصدقائي الصغار تنتهي قصتنا و هي عبرة لمن يعتبر لكل ظالم مستبد يقوى على الضعفاء و قصة الفيل القوي و النمل الضعيف تبين لكم أن بفضل الاتحاد صار العكس الضعيف قويا و القوي ضعيفا .... مع تحيات الكاتب رضا سالم الصامت أبو أسامة .
اضف تعليقك على هذه المادة
|
سلطان جمعة - الامارات التاريخ:
18-05 -2011
|
شكرن على هاذا القصة انة جميلة ورائعة
|
|
|
|