تحتفل امتنا العربية و الاسلامية بحلول عيد الاضحى المبارك فلقد اتسع قلب سيدنا ابراهيم لحب الله وحب من خلق. جاءه ابن على كبر.. وقد طعن هو في السن ولا أمل في أن ينجب. ثم ها هو ذا يستسلم للنوم فيرى في المنام أنه يذبح ابنه وبكره ووحيده الذي ليس له غيره. أي نوع من الصراع نشب في نفسه. يخطئ من يظن أن صراعا لم ينشأ قط. لا يكون بلاء مبينا هذا الموقف الذي يخلو من الصراع. نشب الصراع، في نفس إبراهيم.. صراع أثارته عاطفة الأبوة الحانية. لكن إبراهيم لم يسأل عن السبب وراء ذبح ابنه. فليس إبراهيم من يسأل ربه عن أوامره. فكر إبراهيم في ولده.. ماذا يقول عنه إذا أرقده على الأرض ليذبحه.. الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه ويذبحه قهرا. هذا أفضل.. انتهى الأمر وذهب إلى ولده : قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى. انظر إلى تلطفه في إبلاغ ولده، وترك الأمر لينظر فيه الابن بالطاعة.. إن الأمر مقضي في نظر إبراهيم لأنه وحي من ربه.. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ أجاب إسماعيل: هذا أمر ربي يا أبي فبادر بتنفيذه ( يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) . تأمل رد الابن.. إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده (إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). هو الصبر على أي حال وعلى كل حال.. وربما استعذب الابن أن يموت ذبحا بأمر من الله.. ها هو ذا إبراهيم يكتشف أن ابنه ينافسه في حب الله. لا نعرف أي مشاعر جاشت في نفس إبراهيم بعد استسلام ابنه الصابر. ينقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا إسماعيل راقد على الأرض، وجهه في الأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح. وإذا إبراهيم يرفع يده بالسكين.. وإذا أمر الله مطاع. (فَلَمَّا أَسْلَمَا) استخدم القرآن هذا التعبير.. (فَلَمَّا أَسْلَمَا) هذا هو الإسلام الحقيقي.. تعطي كل شيء، فلا يتبقى منك شيء. عندئذ فقط.. وفي اللحظة التي كان السكين فيها يتهيأ لإمضاء أمره.. نادى الله إبراهيم.. أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا وفدى الله إسماعيل بذبح عظيم - وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد، هم المسلمون. صارت هذه اللحظات عيدا للمسلمين. عيدا يذكرهم بمعنى الإسلام الحقيقي الذي كان عليه إبراهيم وإسماعيل. العيد فرحة الصغار و رحمة للكبار و هو محطة نقف عندها لنتضامن فيما بيننا و نساعد الفقراء و المحتاجين . فهو عيد تسامح و تواصل . و بهاته المناسبة السعيدة، علينا أن نحرص على سلامة الأضحية ، فالدراسات و الأبحاث العلمية أكدت أن توتر الخرفان قبل ذبحها يؤدي إلى انخفاض ضغط دمها بدرجة ملحوظة؛ وهو ما يؤدي إلى تدفق دمائها عند شق القصبة اللهائية بصورة أكثر بطئا، فضلا عن بقائها واعية وعلى قيد الحياة لفترة أطول، كما أن معدل نزفها حتى الموت يكون أسوأ كثيرًا. ويؤدي توتر الحيوانات قبل ذبحها إلى الإضرار بالعديد من العمليات الكيماوية الحيوية في جسدها؛ فتتحول لحومها إلى لون غامق ، وتكون أكثر جفافًا وتيبسًا فيما يعرف باسم اللحم الداكن ، و هذا مضر صحيا على الإنسان . قد تضمن تقرير أصدرته جمعية الرفق بالحيوان الدولية مؤخرًا العديد من الممارسات المخزية التي تمثل إخلالا بتعاليم الإسلام فيما يتعلق بمعاملة الحيوانات في مزارع الإنتاج، وخلال عمليات النقل إلى الأسواق والمجازر، بالإضافة لما تلاقيه أثناء عملية الذبح من ممارسات نهى عنها الإسلام... إياكم و القسوة والعنف الذي اعتاده بعض الجزارين لكبح جماح الحيوانات الهائجة من أجل السيطرة عليها، والتمكن منها لإتمام عملية الذبح؛ حيث يقوم الجزارون بفصل أربطة الأرجل الخلفية وأحيانا الأمامية أيضا حتى تنهار الحيوانات وتخور قواها؛ فلا تقوى أرجلها على حملها، كما يلجئون أحيانا إلى "خزق" عيونها واقتطاع أجزاء منها كاللسان وهي لم تسلم الروح بعد، وطعنها في أجزاء متفرقة من جسدها لدفعها إلى مكان الذبح، وكذلك البدء في سلخها قبل اكتمال موتها، إلى غير ذلك من الممارسات التي تؤدي إلى موت الحيوانات عند ذبحها، وهي في حالة من الصدمة المخالفة لتعاليم الدين الإسلامي التي ترفض تعمد إيلام المخلوقات البريئة يجب أن تكون عملية الذبح بسكين حاد ليقطع الزور على الفور بدون أن يتسبب ذلك في أي ألم للحيوان، بل ولا ينصح بشحذ السكين أمام الحيوان حتى لا يتوتر، كما لا يجر الحيوان على الأرض إلى مكان الذبح، ولا يذبح أمام الحيوانات الأخرى ....
يوضع الحيوان بهدوء على الأرض في راحة تامة مع السيطرة عليه دون استخدام العنف غير المبرر أو القسوة المفرطة، ويتم تقييد 3 قوائم فقط مع بعضها. والذبح يجب أن يكون فوريًا بمجرد وضعها على الأرض دون إبطاء، ويترك الحيوان يتحرك بحرية بعد الذبح لاستكمال نزف الدم؛ ليكون كاملا قدر الإمكان، ولا ينصح بفصل الرأس عن الجسد أو وصول السكين إلى النخاع الشوكي.....إذن فأثناء عملية ذبح كبش العيد ، علينا تجنب الممارسات التي نهى عنها الإسلام و كل عام و الجميع بألف خير.
اضف تعليقك على هذه المادة
|
|
|