انعقد في سرت شرق ليبيا اجتماع وزراء الخارجية العربية الذي يمهد للقمة العربية العادية الثانية والعشرين التي تنظم في ليبيا يومي السبت والأحد القادمين. ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء وذلك لمناقشة ملفات أهمها موضوع الاستيطان الإسرائيلي في القدس. وليبيا تعتزم طرح مقترح إنشاء مفوضية عربية على غرار المفوضية الأوربية ولأول مرة تعقد القمة العربية في ضيافة الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي غالبا ما أثار الجدل أثناء اجتماعات القمم العربية السابقة من خلال مواقف وتصريحات خارجة عن المألوف. غير أن ليبيا ترغب على ما يبدو هذه المرة في أن تضع هذه القمة تحت شعار لا للخلافات العربية العربية و امكانية إنهاءها ..... و ليبيا حريصة كل الحرص على جعلها قمة جدية قصد لم شمل كل العرب ورص الصفوف و تفادي أي مناوشات أو خلافات أو ما شابه ذلك . كل اللافتات المرفوعة أمام مقر انعقاد القمة ، وعلى طول الطريق الممتدة من مطار سرت إلى المدينة ، تشير إلى توجه القيادة الليبية الساعي إلى تفادي أي خلافات. ومن ضمن هذه الشعارات ما كتب * لا وقت للخلافات، انه وقت العمل العربي المشترك* .... لكن يبدو أن الخلافات بدأت تظهر على السطح قبل أن تلتئم القمة ، إذ أكد دبلوماسي رفيع المستوى أن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تلقى تعليمات من بغداد بالانسحاب من اجتماعات القمة العربية... وأضاف الدبلوماسي الذي يشارك في اجتماعات وزراء الخارجية أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب من زيباري، الذي سيمثل العراق في اجتماعات القمة ، الانسحاب فور انتهاء اجتماعات الخميس وخفض التمثيل العراقي في القمة إلى مستوى المندوب الدائم لدى الجامعة العربية.... كما قرر لبنان المشاركة في القمة وكلف مندوبه الدائم في الجامعة العربية بتمثيله بلاده فيها. وكانت قيادات شيعية لبنانية عارضت حضور لبنان قمة ليبيا واتهمت القيادة الليبية بإخفاء رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام موسى الصدر خلال زيارة رسمية كان يقوم بها إلى ليبيا عام 1978. وكان القضاء اللبناني قد أصدر مذكرات توقيف غيابية بحق قادة ليبيين بينهم الزعيم الليبي معمر القذافي. وأعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان أنه لن يشارك في القمة الليبية. طبعا هذه القمة التي ستحتضنها الجماهيرية الليبية العظمى ستهتم بقضية القدس الشريف التي فرضت نفسها بقوة وأصبحت هي البند الرئيسي على جدول الأعمال. وزراء الخارجية المجتمعين في سرت ناقشوا حجم الدعم المالي اللازم لمواجهة خطط الاستيطان الصهيوني في القدس واليات تقديمه من دون التوصل إلى اتفاق بعد. بالإضافة إلى مسار عملية السلام، و المصالحة الفلسطينية الفلسطينية هذا و قد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عزمه مغادرة نيويورك في وقت لاحق لحضور قمة ليبيا بغرض متابعة المناقشات بشأن الحصول على الدعم العربي لإجراء محادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ترى هل تحقق قمة ليبيا أهدافها وتتخذ قرارات بناءة في صالح كل العرب و فلسطين و القدس خاصة .. ؟
اضف تعليقك على هذه المادة
|
|
|